أقيم في مدينة رام الله بالضفة الغربية، مساء اليوم، حفل إطلاق كتاب'الحياة مفاوضات' لرئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحريرالفلسطينية د.صائب عريقات، برعاية مجموعة الاتصالات الفلسطينية.
وحضر الحفل عدد من الوزراء، والسفراء المعتمدين لدى السلطة الوطنية، إضافة إلى ممثلين عن الهيئات الرسمية والأهلية في المحافظة.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عبد المالك الجابر إن المفاوضات لا تقتصر على الجانب الفلسطيني-الإسرائيلي فقط وإنما تمتد لكافة ممارسات حياتنا اليومية، مشيرا إلى أن كتاب 'الحياة مفاوضات' فريد من نوعه لأن مؤلفه شخص أكاديمي ممارس للمفاوضات ومازال على رأسها، يتحدث من الداخل ولا ينظر من بعيد.
 

وأضاف الجابر أن الإجابة عن تساؤل هل المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية فشلت أم نجحت يجب أن لا تكون متسرعة لأن الطريق لم تنته بعد ويجب الحكم على المفاوضات عند الانتهاء منها.
وتابع أن د.عريقات تبرع بريع الكتاب لصندوق الطالب الفقير في جامعة النجاح الوطنية، موضحا أن الكتاب يغطي جميع الجوانب الفنية والتطبيقية في المفاوضات، وأنه يتكون من سبعة فصول تشمل المفاوضات، ومراحلها، ومنهجيتها، وهدفها، والإعداد لها، وطاولة المفاوضات، والمهارات التفاوضية، وقواعد التدريب على المفاوضات، والقواعد المشتركة قبل كل مفاوضات، وخلالها وما بعدها.
وأردف أن وضع الطرف الفلسطيني في غاية الصعوبة، وبالتالي فإن المفاوضات غاية في التعقيد وليس من السهل أن نقارن بين مفاوضاتنا ومفاوضات الأطراف الأخرى، معربا عن أمله في أن تكون نتائج المفاوضات عكس ما هو موجود حاليا، وشدد على ضرورة توحيد جهود الشعب الفلسطيني لأن عدم توحيدها يؤثر سلبا على منجزاته.
من جانبه قال نائب رئيس جامعة النجاح الوطنية للشؤون الأكاديمية د.ماهر النتشة إن جامعة النجاح أولت البحث العلمي أهمية كبيرة، فأسست عمادة البحث العلمي، وأنشأت المراكز العلمية والبرامج الأكاديمية لإرساء البنية التحتية والتطويرية.
وأضاف أن إدارة الجامعة أدركت قيمة هذا الكتاب من ناحية العلم والتجربة، فاهتمت عمادة البحث العلمي بهذا الموضوع وأرسلته إلى مقيمين خارجيين، حيث أشادت تقاريرهم بالمستوى العلمي الرفيع الذي تميز به المؤلف.
وتابع أن الجامعة تبنت الكتاب، وأنها ستعمل على اعتماده مقررا لأحد مساقات قسم العلوم السياسية.
واقترح د.النتشة أن تتم ترجمة الكتاب إلى اللغة الإنجليزية لإتاحة المجال أمام أكبر عدد من المهتمين والباحثين الإطلاع عليه والاستفادة منه، مبينا أن الجامعة تؤكد أهمية هذا الكتاب.
بدوره شكر د.عريقات مجموعة الاتصالات الفلسطينية على تبني إطلاق الكتاب وشراء 500 نسخة منه من جامعة النجاح الوطنية، مشيرا إلى أن جامعة النجاح قامت بطبعه على نفقتها الخاصة، وأن ريعه سيعود لصندوق الطالب الفقير فيها.
وقال د.عريقات إنه طالب بدخول الكتاب بالإجراءات الواجب إتباعها وهي أن يمر على ثلاثة محكمين لا يعرفهم، مضيفا أنه ذهل عندما شاهد تقييمات المحكمين حول الكتاب.
وقال:' آن الأوان لنحدد سلوكنا التفاوضي العربي، فنحن بحاجة إلى تخصصات دقيقة'، مشيرا إلى أنه عجز خلال فترة تأليف الكتاب (سبع سنوات) عن إيجاد طريقة لكتابة سلوك التفاوض العربي.
وبين أنه طالما وجدت صراعات على الأرض فالمفاوضات حتمية، موضحا أن المفاوضات تعتبر الأداة التي تستخدم لتحقيق الأهداف.
وقال إن الخلاف القائم بيننا وبين إسرائيل ليس كالصراعات القائمة بين بعض الدول في العالم، مبينا أن هناك خصوصية للإنسان الفلسطيني.
وأوضح د.عريقات أن المفاوض ليس صانع قرار ولا يجوز أن تكون له أية مصالح خاصة، مشيرا إلى ثلاث مجلدات قادمة في السلوك التفاوضي الفلسطيني-الإسرائيلي ستعطي المفاوضات حقها.
وقال: 'ليعرف كل فلسطيني أنه لا يجوز لأي إنسان فلسطيني في عمل عام أن يسيء استخدام منصبه مهما كان وضعه ومهما كان المبرر'.
وشدد على ضرورة فهم الطرف الآخر أثناء المفاوضات، لأن هدف المفاوضات خلق أرضية مشتركة وبدون فهم دقيق للطرف الآخر لا يمكن خلق هذه الأرضية، مضيفا أن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ضمن حدود 1967، قادمة لا محالة وأن المسألة مسألة وقت فقط.