27-8-2017/ كرمت وزارة التربية والتعليم العالي وشركة جوال اليوم، أوائل الطلبة المتفوقين في امتحان الثانوية العامة "الإنجاز" وأوائل الطلبة من ذوي الإعاقة وأوائل الجامعات والكليات، وذلك برعاية وحضور رئيس الوزراء أ. د. رامي الحمد الله، ووزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر، ورئيس ديوان الموظفين العام موسى أبو زيد، ووزير النقل والمواصلات م. سميح طبيلة، ورئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز م. عدنان سمارة، ومحافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، ووكيل الوزارة د. بصري صالح، والوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير أ. عزام أبو بكر، والوكيل المساعد لشؤون التعليم العالي د. أنور زكريا، ومدير عام شركة جوال عبد المجيد ملحم، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية والأكاديمية وحشد كبير من الأسرة التربوية وأهالي الطلبة والمؤسسات الوطنية والدولية الشريكة.
وقال الحمد الله: "إن التعليم طريقنا الأساس لتجسيد هويتنا ووحدتنا، وتحقيق تطلعاتنا المشروعة في الخلاص من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة. وتعد الإنجازات التي نراكمها في قطاع التعليم، إحدى أبرز مؤشرات نجاح عملنا الحكومي في رعاية مصالح مواطني دولتنا والوصول بخدماتنا إلى كل شبر من أرضنا، خاصة في المناطق الريفية والمهمشة والمتضررة من الجدار والاستيطان، وكافة المناطق المسماة (ج)".
وأضاف الحمد الله: "لقد أردنا لعملنا الحكومي أن يحتضن ويواكب النجاح والإنجاز الذي يحققه طلبة فلسطين، وأن يسمو به، وأردنا كذلك أن نتحدى ونتصدى لكل الصعاب والتحديات التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي أمام استمرار واستدامة العملية التعليمية. فقبل ساعات من انطلاق العام الدراسي الجديد، كانت قوات الاحتلال تصادر وتفكك مدرسة جب الذيب المهددة، التي تخدم أكثر من ستين طالبة وطالباً، والتي كان الاتحاد الأوروبي قد بناها قبل أيام فقط. ورغم ذلك آثر طلابها بدء عامهم الدراسي بين أنقاض المدرسة وفي الخيام، وممارسة حقهم الطبيعي في التعلم والتعليم كباقي شعوب الأرض".
وأردف الحمد الله: "باسم شعبنا الفلسطيني، ونيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، أهنئكم وأهنئ معلماتكم ومعلميكم وكذلك ذويكم وأسركم، بهذا التحصيل الأكاديمي المتميز، والذي يثبت للعالم أن في فلسطين شعب مصر على الحياة والنجاح، رغم كافة الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية الصعبة التي تحاصر الطلبة والمعلمين والبيئة التعليمية".
واستطرد رئيس الوزراء: "لقد حمل العام الماضي إنجازات هامة ونوعية لرفد التعليم، فأدخلنا المناهج الجديدة للصفوف (1-4) أساسي، وأطلقنا نظام الثانوية العامة "الإنجاز"، ووسعنا البنية التحتية للمدارس والجامعات، وطبقنا النشاطات الحرة اللاصفية في مئة مدرسة حكومية، ودمجنا التعليم المهني والتقني في التعليم العام، وطورنا قوانين التربية وقانون التعليم العالي، وأبرمنا اتفاقيات التعاون لمضاعفة المنح الخارجية، كما أعدنا إحياء المجلس الأعلى للتعليم المهني والتقني".
وأوضح الحمد الله: "في هذا العام، واصلنا المسيرة هادفين إلى تطوير المنظومة التعليمية برمتها، بالتكامل بين عناصرها ومراحلها، وهي التعليم العالي والعام ورياض الأطفال، حيث نواصل تطوير مناهج الصفوف (5-11)، والتوسع في برنامج رقمنة المدارس وإنشاء المدارس المتطورة الخضراء. ونتعهد أمامكم بالالتزام بتقديم المنح الجامعية، فبالإضافة إلى منحة الرئيس محمود عباس، ومنح وزارة التربية والتعليم من الجامعات الفلسطينية، ومنح مجلس الوزراء وسنسعى لتوفير عدد آخر من المنح، وهناك منح مجموعة الاتصالات الفلسطينية، التي تقدم حوالي خمسمائة وخمسين منحة موزعة بين التعليم الجامعي والتقني وتخصصات معينة، كما وسنستمر في تقديم القروض للطلبة المحتاجين في الجامعات الفلسطينية".
واستدرك رئيس الوزراء: "إننا وإذ نكرم أوائل الطلبة، فنحن نحتفل بكل واحدة وواحد منهم، ونقف عند العشرات بل المئات من قصص النجاح والتميز والتحدي. فقد تحديتم الألم والمعيقات، وخرجتم من رحم المعاناة والصعوبات، مبادرين متميزين متفوقين ورائدين. وبهذه المناسبة أوجه التحية إلى أسرة الشهيد محمد شرف وإلى كافة شهداء فلسطين، ولا بد لي من التوقف عند قصة إنجاز وتفوق مميزة للطالبة "وفاء بدرية" التي تحدتْ إعاقتها والصعوبات التي تعترضها وحصلتْ على معدل 98.7، والطالب الكفيف "مؤنس نزال"، الذي حصد المركز الأول في الفرع الأدبي على مستوى محافظة قلقيلية بمعدل 98.2، والذي سمعناه يتلو القرآن الكريم قبل قليل. كما وننحني احتراماً للحاج "عبد القادر أبو عجمية"، الذي أصر على النجاح في امتحانات الثانوية العامة، وقد تجاوز العقد الثامن من عمره. وأحيي الأسيرة المحررة "عائشة جمهور" من القدس المحتلة على نجاحها، وهي التي قدمت امتحانات الثانوية العامة خلال وجودها في السجون الإسرائيلية".
وأضاف الحمد الله: "ولا يغيب عن بالنا اليوم، أسرانا الأطفال الذين تختطف إسرائيل طفولتهم وحريتهم وتصادر حقوقهم. ونطالب الأسرة الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفاعل لإلزام إسرائيل بالإفراج عن حوالي ثلاثمائة طفل وقاصر تعتقلهم في سجونها ومعتقلاتها، أصغرهم الأسير الطفل شادي فراح".
وتابع الحمد الله: "أحيي مجموعة الاتصالات الفلسطينية، وكافة الشركاء من مؤسسات القطاع الخاص والأهلي، التي تتحلى بروح المسؤولية الوطنية، وتدعم المتفوقين وتسمو بتميزهم من خلال المنح التعليمية والبرامج التدريبية، وتوفير فرص التشغيل ودعم المبادرات والابتكارات وتبنيها".
واختتم الحمد الله كلمته: "كما أتوجه بكل التحية من بناتنا وأبنائنا المتميزين الذين نحتفي بهم وبطاقاتهم وإنجازاتهم، وأحيي أسرة التربية والتعليم وعلى رأسها الوزير د. صبري صيدم، ومعلمات ومعلمي فلسطين وكافة مكونات المنظومة التعليمية الذين بفضل تفانيهم وانتمائهم، نمضي نحو مستقبل زاهر ومتطور ونصنع ونبني دولتنا بسواعد وخبرات وعقول وطنية أصيلة. بكم جميعاً، نثبت بأن نجاحنا وإصرارنا أقوى من التحريض والهدم والمصادرة والاقتلاع، وبطموحكم وطاقاتكم نحن أقوى من الجدران والحواجز والحصار الذي تطوقنا به إسرائيل".
بدوره، أكد صيدم أن الاحتفاء بالطلبة المتفوقين في الإنجاز وأوائل الطلبة من ذوي الإعاقة ومؤسسات التعليم العالي يؤكد اهتمام الوزارة برعاية ودعم التفوق والتميز والإبداع للوصول إلى العالمية بهذه الجوانب، معرباً عن افتخاره بتكريم هذه الثلة من المتفوقين الذين يشكلون مفخرة لفلسطين، متمنياً لهم حياة أكاديمية موفقة ومستقبلاً زاهراً مليئاً بالتميز والعطاء.
وأشاد صيدم بجهود رئيس الوزراء أ.د. رامي الحمد الله لرعايته واهتمامه بالتعليم وحرصه الدائم لمناصرة الجهود التطويرية الراهنة التي شملت اعتماد نظام الإنجاز واعتماد المناهج الجديدة للصفوف من 5-11 والتركيز على تطوير قطاع التعليم العالي، حيث أُطلق على العام الدراسي الجديد "عام التعليم العالي" بما يؤكد الاهتمام بهذا القطاع بما يشمل قطاع التعليم المهني والتقني، مقدماً شكره لمجموعة الاتصالات الفلسطينية على شراكتها الدائمة مع الوزارة ودعمها عديد الفعاليات والنشاطات المثمرة والهادفة.
وتطرق الوزير في كلمته للحرب الشرسة التي يشنها الاحتلال على قطاع التعليم في مدينة القدس وغيرها من المدن والمناطق المستهدفة؛ مؤكداً أن الوزارة لن تدخر أي جهد للدفاع عن المسيرة التعليمية في المدينة المقدسة التي يحاول الاحتلال طمس الهوية الوطنية فيها من خلال منع تدريس كتب المناهج التعليمية الفلسطينية والسعي لفرض مناهجه على مدارس المدينة.
ودعا صيدم لوقفة جادة لوضع حدٍ لهذا الإجرام بحق التعليم في القدس وغيرها من المدن والبلدات المستهدفة ومناطق التماس، مؤكداً السعي على مستوى القيادة والحكومة وبالتنسيق مع كافة المؤسسات ذات العلاقة لوقف هذا الإجرام وهذه العنجهية.
من جانبه، قال العكر: "نتطلع دوماً إلى استمرار الشراكة الاستراتيجية مع وزارة التربية والتعليم العالي، التي تواصل عملَها الدؤوب في تطوير عملية التعليم، وصولاً إلى ما يطبق في دول العالم الحديث"، مبرقاً آيات التهنئة للوزارة وطاقمها المميز وعلى رأسها الوزير د. صبري صيدم، على جهودهم التطويرية لتحقيق هذا النجاح الذي شكل قفزةً نوعية، تحققت بفضل جهودهم الحثيثة، "حتى غدا الإنجازُ واقعاً على الأرض، واقعٌ يتسمُ بالتطور التكنولوجي ويتماشى مع أساليب التعليم الحديثة، ليتخرج طلبتُنا منه وقد امتلكوا أُسس المعرفة الاجتماعية والمهنية والاقتصادية إلى جانب الأسس العلمية، معتمدين الأسلوب المعرفي وليس التلقين فقط".
وأضاف العكر: "للسنة الرابعة عشرة على التوالي تواصل جوال، دعم المتفوقين من أوائل الثانوية العامة وأوائل الكليات والجامعات، إيماناً بضرورة تعزيز روح المثابرة وتحفيز الإبداع بين طلبتنا، واليوم، يسعدنا تقديم حاسوب محمول لكل متفوق ومتفوقة تقديراً لاجتهادهم، وبمثابة كلمة شكراً لكل منهم".
وقال العكر: "أجدد التأكيد هنا على أننا نولي الشباب وأبناءنا الطلبة اهتماماً خاصاً، سواء في المرحلة المدرسية ومن خلال برنامج (أبجد نت)، وكذلك دعم طلبة الإنجاز، والبرامج الخاصة بهم، وكذلك الحال نستمرُ معهم عند دخولهم إلى المرحلة الجامعية من خلال المنح الجامعية، وصولاً إلى ما بعد الجامعة من خلال مشاريع تمكين الشباب وبرامج التدريب والتوظيف".
وفي كلمة الطلبة المتفوقين، وبالنيابة عن أوائل الإنجاز وجه الطالب أحمد دروبي عديد الرسائل والتي أكد فيها باسم طلبة فلسطين على الوفاء الأصيل للشهداء والتأكيد على رسالة العلم والعمل والإبداع وحث الطلبة على المضي قدماً في رفعة شأن فلسطين في كافة المحافل الإقليمية والعالمية، معبراً عن تقديره وامتنانه باسم المكرمين لرئيس الوزراء ولوزير التربية وللأسرة التربوية ولشركة جوال ولأهالي الطلبة ولجميع القائمين على هذا الحفل المميز.
وفي كلمتها نيابة عن الطلبة الجامعيين المتفوقين دعت الطالبة هديل المبسلط إلى التسلح بالإيمان والعزيمة والنشاط والإبقاء على شعلة العطاء منيرة وتبديد عتمة الجهل بالعلم والمعرفة، مذكرة أن فلسطين بحاجة إلى كل جهد شبابي في سبيل نهضتها، شاكرةً جميع القائمين على هذا الحفل التكريمي.
وتخلل الحفل، الذي تولى عرافته الناطق باسم الوزارة صادق الخضور؛ فقرات فنية قدمتها الفنانة سيدر زيتون وفرقتها سيدارز، وفرقة أوف للفن الشعبي.
وفي نهاية الحفل تم توزيع الشهادات التقديرية على المكرمين وتسليمهم أجهزة حاسوب محمولة تقديراً لتفوقهم، مقدمة من شركة جوال ومجموعة الاتصالات الفلسطينية.