و بهذا الخصوص ألقى محافظ شمال غزة إسماعيل أبو شمالة كلمة اعتبر فيها أن سارقي الكوابل ومعدات شركة الاتصالات هم الجهة المكملة للاحتلال في تخريب الوطن، وقتل المواطنين، مشيراً إلى أن السرقة امتدت لتشمل كوابل شركة الكهرباء، مؤكداً أن هذه الممارسات جديدة وغريبة على أخلاق الشعب الفلسطيني، وثقافة مدسوسة يقصد بها تخريب النسيج الاجتماعي ونشر التدمير الداخلي في المؤسسات الوطنية والأهلية ويجب إنهاؤها. وأشار إلى الجهد و الدور الوطني الذي قدمته شركة الاتصالات لاعادة الخدمات الهاتفية لمواطنين أثناء و بعد العدوان و ذلك رغم عدم الالتزام العديد بدفع مستحقات الشركة المالية.
من جانبه تحدث السيد أحمد أبو مرزوق مدير إقليم غزة بشركة الاتصالات الفلسطينية عن أن الشركة تكفلت بإعادة الخدمة الهاتفية رغم عمليات التدمير الإسرائيلية، لافتاً إلى أن خسائر الشركة بلغت نحو 600 ألف شيكل جراء العدوان الأخير على بلدة بيت حانون فقط. وأضاف: بعد توصيل الخدمة وإصلاح الأضرار لاحظت الشركة أن العابثين والسارقين كبدوا الشركة خسائر قدرت بنحو 60 ألف دينار أردني بسبب سرقة الكوابل، وأغطية المناهل، والأعمدة، خلال العامين الماضيين. وناشد أبو مرزوق الجهات المختصة في محافظة شمال غزة، بضرورة المشاركة في الحفاظ على مقدرات الشركة ومقومات شبكة الهاتف في المحافظة الشمالية التي تحتاج إلى أكثر من غيرها لخدمات الهاتفية بسبب العدوان الإسرائيلي. وأشار في سياق حديثه إلى الصعوبات التي تواجهها الشركة في إدخال الكوابل والمعدات اللازمة عبر معبر المنطار، لتعويض المسروقات.
بدوره ألقى النائب يوسف الشرافي كلمة خلال اللقاء أشار فيها إلى ضرورة الحفاظ على المؤسسات العامة والخاصة، كواجب مقدس، مشيراً إلى أن الاعتداء على ممتلكات شركة الاتصالات هو اعتداء على المال العام، ويشكل مخالفة شرعية، ودينية. ورأى أن مواجهة هذه الظاهرة يجب أن يكون في إطارين متوازيين، الأول يتعلق برفع مستوى الوعي، والإرشاد التربوي للمواطنين، عبر المنابر، والمدارس والبيوت، ووسائل الإعلام، والثاني يتعلق بتفعيل دور الأجهزة الأمنية في ملاحقة الفاعلين والعابثين بمقدرات الشعب الفلسطيني، ومعاقبتهم.
و في كلمته اكد محمد أبو شرخ مدير مديرية الأوقاف والشئون الدينية على دور وزارة الأوقاف في إرشاد وتوجيه العامة نحو مواجهة الظاهرة، لا سيما في المناطق النائية التي تشهد حوادث السرقات، لافتاً إلى أن المديرية بدأت عبر منابر المساجد بتكثيف الإرشادات وحملات الوعي.
ورأى عيسى ظاهر القائم بأعمال رئيس بلدية جباليا في كلمة باسم بلديات شمال غزة، أن مكافحة سرقة الكوابل وممتلكات الشركة يحتاج إلى تظافر كل الجهود من قبل المؤسسات الأهلية والرسمية، والأجهزة الأمنية.
وفي ختام الورشة عرض المهندس مصطفى مهنا المدير الفني في شركة الاتصالات بعض الإحصاءات المتعلقة بالخسائر، مشيراً إلى أنه تم سرقة نحو 15 كيلو متر من الكوابل خلال العامين الماضيين بخلاف أغطية المناهل و الأعمدة.