رام الله- أشاد د. عبد المالك الجابر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية بالجهود الحثيثة للرئيس محمود عباس، وقيادته الذكية لجهود المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي، مؤكدا أن هذه الجهود استطاعت أن تظهر للعالم مدى جدية وجاهزية الشعب الفلسطيني للحل بعد أن كانت اسرائيل تدعي أن الخلل يتمثل في الجانب الفلسطيني وهو  ما ستطاع الرئيس محمود عباس بذكاء وجهد كبيرين تغيره.
وأضاف د. الجابر في حديث خاص لصحيفة القدس أمس، أن الرئيس محمود عباس تمكن من اظهار الرغبة الحقيقية والجدية لدى الجانب الفلسطيني وتوجهه الصادق نحو السلام، خاصة أمام الاطراف الدولية الامر الذي من شانه اجبار اسرائيل على التخفيف من اجراءاتها العسكرية على الارض وتخفيف المعاناة عن شعبنا، وهذا هو الخط السليم والذي يدعم قرار وتوجه شعبنا.
وأكد د. الجابر أن مجموعة الاتصالات الفلسطينية ومنذ اليوم الاول لما حدث في قطاع غزة أعلنت التزامها بمراسيم الرئيس محمود عباس وقراراته بصفته رأسا للشرعية، نافيا بذلك وجود إي اتفاقيات مع الحكومة المقالة في غزة، مؤكدا أن هناك مجموعة من القرارات أقرها مجلس ادارة مجموعة الاتصالات تهدف إلى تخفيف المعاناة عن أهلنا في القطاع، منوها إلى أن الحافز الأهم لدينا هو الخدمة لكافة أبناء الوطن ونطالب بتفعيل الشراكة مع القطاع العام لصالح المواطن ،
مؤتمر الاستثمار.. تأسيس للتنمية وليس مجرد حدث
وفي سياق حديثه عن مؤتمر الاستثمار في مدينة بيت لحم،اعتبر د. الجابر أن عقد المؤتمر في ظل هذه الظروف يشكل انجاز كبير، لافتا إلى ضرورة التركيز من خلاله على بناء الاقتصاد الفلسطيني ودفع عجلته إلى الامام، خاصة وان هناك اجماع على أن القطاع الخاص هو المحرك الرئيس للتنمية الشاملة في فلسطين.
وأكد أن المؤتمر يفتح الباب أمام القطاع الخاص الفلسطيني في المهجر والقطاع الخاص العربي، ويحفزه للاستثمار في الاراضي الفلسطينية، لافتا إلى ازدياد المشاريع الجديدة والاستثمار الجديد في فلسطين سيساهم بخلق فرص عمل وسيعطي دفعة جديدة من الثقة والامل لدى المواطن خاصة وانه يأتي بعد 10 سنوات كانت صعبة جدا عليه.
ولفت إلى ان خلق شركات جديدة من قبل القطاع الخاص الفلسطيني في المهجر والقطاع الخاص العربي في فلسطين انما يشكل ضمانة مهمة لاسترداد الدعم العربي وزيادته، بحيث سيكون هناك مصالح مباشرة لاستقطاب رأس المال العربي وهذا سيكون له تأثير ونتائج ايجابية على مختلف قطاعات الحياة في فلسطين.
وشدد على أن انعقاد المؤتمر يشكل خطوة ايجابية وهامة جدا في الاقتصاد والتنمية الفلسطينية، مشيرا إلى انه سيسلط الضوء على الوجه الاخر لفلسطين، وسيمحو الصورة النمطية السلبية عن فلسطين، كما سيذيب الاشاعات التي التي تتحدث عن الفساد والبيرقراطية، او تصوير فلسطين على أنها ارض خراب ومدمرة، تعاني من التناحر والاقتتال الداخلي.
واعتبر د. الجابر أن حضور هذا الكم من فلسطينيي المهجر والاشقاء العرب، سيتيح الفرصة أمامهم بمشاهدة الوجه الآخر لفلسطين، وسيظهر لهم حقيقة ان هناك مؤسسات حيوية في فلسطين، وشعب مثقف يتمتع بمدنية وحضارة وعراقة وتاريخ، وهو ما سيترك انطباع ايجابي لديهم.
وتابع إن المؤتمر يشكل فرصة لهم لمعرفة مدى انفتاح الحكومة على العالم، وتجاوب الحكومة لكل المقترحات البناءة وازالتها كافة العقبات التي تحول دون تحقيق التنمية، مشيرا إلى أن المؤتمر شكل حافزا حقيقيا للحكومة للتعامل بجدية في موضوع الحوار مع القطاع الخاص، كما أنه كان حافزا كبير للحكومة للتعامل بجدية مع كافة القضايا الاستراتيجية التي يطرحها القطاع الخاص من أجل إزالة كافة العقبات.
وبين أن المؤتمر سرع من وتيرة الحوار ما بين القطاعين العام والخاص، وساهم بإيجاد تجمع من 50 شخص فلسطيني شكلوا منتدى دائم لهذا الحوار وتبادل الافكار ما بين الحكومة والقطاع الخاص، كما أنه سرع لعقد مؤتمر الحوار الثالث في شهر 8 من هذا العام.
توقعات كبيرة من مؤتمر الاستثمار
واعتبر د. الجابر أن انعقاد المؤتمر بحد ذاته انجاز وطني كبير يسجل للرئيس محمود عباس والحكومة، لافتا إلى أن القطاع الخاص يقرأ هذا المؤتمر من منظور دعم عملية التنمية في فلسطين.
وأكد أن هذه التنمية تأتي في سياق انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مشددا على أن المؤتمر يشكل خطوة هامة واساسية نحو توجه الشعب الفلسطيني للحرية وبناء شبكة علاقات اقتصادية مع فلسطيني المهجر والاشقاء العرب.
وذكر ان هناك توقعات كبيرة من حيث بناء علاقات اقتصادية وخلق جسر من التواصل بين القطاع الخاص في فلسطين وفلسطينيي المهجر والعرب، كما أن المؤتمر سيعطي انطباع ايجابي ويسهل دخول مشاريع استراتيجية في فلسطين، وسيساهم في اطلاع الحكومة على رأي القطاع الخاص واحتياجاته والتزاماتها بهذا الخصوص، كما انه سينتج عن مؤتمر الاستثمار آليات للتواصل والمتابعة المستقبلية، تشمل اقامة مؤتمرات متخصصة تركز على قطاعات محددة.
وشدد على أن المؤتمر هام جدا في سياق التنمية وليس مجرد حدثا بل هو ركيزة في عملية تحرر الاقتصاد الفلسطيني وتحقيق التنمية المستدامة.

الاحتلال هو العائق الاكبر أمام المؤتمر
واعتبر د. الجابر أن الاحتلال الاسرائيلي يشكل العائق الاكبر أمام وهو العامل الاساسي الذي يشكل التحدي الاول للمؤتمر، من خلال الاجراءات العسكرية على الارض، مشيدا بالجهود التي بذلها الرئيس محمود عباس في عملية التفاوض مع الجانب الاسرائيلي وانه لولا هذه الجهود لن يكون هناك مؤتمر.
وأكد على انه لولا التوجه السليم للرئيس محمود عباس لما وافق الجانب الاسرائيلي على عقد المؤتمر ولاستحال دخول المئات إلى فلسطين، معربا عن توقعه ان يكون بعد المؤتمر هناك اتضاح في رؤية الاطراف الدولية حول من هو العائق الحقيقي أمام السلام، كما ستحقق سياسات الرئيس محمود عباس نجاحات من خلال الاستثمارات وادخال تسهيلات كبيرة وازالة الحواجز الاسرائيلية والتخفيف من حدة الاغلاقات التي تعيق الاستثمار.
اما العائق الثاني من وجهة نظر د. الجابر للمؤتمر فالاوضاع التي تشهدها الساحة العربية، والساحة الفلسطينية بسبب الانشقاق الداخلي، وهو مايشكل عائق امام الاستثمار ونقطة ضعف كبيرة في الموقف الفلسطيني، لافتا إلى ضرورة انهاء هذا الوضع وتوحيد جناحي الوطن تحت الشرعية حتى لا يكون هناك ذرائع أمام اسرائيل لعدم الإيفاء بالتزامات المترتبة عليها.
ولفت د. الجابر إلى ان قرارات الرئيس محمود عباس كانت واضحة وتتمثل بالمحافظة على الشرعية الفلسطينية وتجنيب الشعب للشرخ الذي يدفع ثمنه اهلنا في قطاع غزة، والعمل على اعادة القطاع إلى الشرعية ليلعب دوره في التنمية الشاملة.
مجموعة الاتصالات شركة خدماتية بعيدا عن التجاذبات
وقال د. الجابر إن مجموعة الاتصالات ومنذ اليوم الاول لأحداث غزة اعلنت الالتزام بالشرعية ومراسيم الرئيس محمود عباس بهذا الخصوص، وكانت اول من عمل على تطبيق هذه المراسيم، وبالتالي فهي ملتزمة بشكل كامل بكل ما يصدر عن الرئيس محمود عباس فيما يتعلق بغزة كونه راس الشرعية.
وأضاف نحن شركة خدماتية تقدم الخدمات للمواطن بعيدا عن الانتماء السياسي او التجاذبات، مشيرا إلى ان ابعاد الشركات عن هذه التجاذبات أيضا كان بتوجيه من الرئيس محمود عباس، وعليه فنحن نبذل اقصى الجهود لتقديم اكبر خدمة للمواطنين في قطاع غزة بهدف تخفيف المعاناة عنهم.
وبين أن هناك مضايقات في غزة على ارض الواقع، في أكثر من منسابة او مقام، كاعتقال عدد من الموظفين، ومحاولات الدخول لبعض المقرات التابعة للشركة، وهذا جزء من الواقع المأساوي ومحاولات فرض الامر الواقع، مشددا على جواب الشركة في كل مرة هو انها شركة وطنية لا يجب التعرض لها بأي حال من الاحوال.
وقال إن معيار الشركة هو الشرعية، ولا تقبل إي تجاوز أو تجاهل، لهذه الشرعية، ونحن نسعى وكان هناك قرار في مجلس الادارة لتجنيب الشركة الدخول في أي ازمة، وكان هناك معالجة حقيقية لبعض القضايا، مشيرا إلى أن التفاف المواطن في القطاع حول الشركة شكل رادعا حقيقيا لا ي تجاوز من أي طرف.
وأكد د. الجابر انه لا يوجد أي اتفاق بين مجموعة الاتصالات والحكومة المقالة، قائلا نحن تحكمنا مراسيم الرئيس محمود عباس، ولكن كان هناك أشكالا مرتبطة ببعض القضايا التي تتعلق بقطاع غزة، وكان فيها قرارات من مجلس الادارة في الشركة، منها عرض عدم الدخول إلى المواقع الاباحية مجانا، وهو يعرض في الضفة الغربية بمقابل وهذا من باب التخفيف على اهلنا في القطاع، كما انه كان هناك قرارا من قبل مجلس الادارة يتعلق بالرسوم الثابتة، كما أنه هناك قضية وجود ابراج في بعض المقرات التابعة للحكومة المقالة، وتم تكليف عضو مجلس الادرة مأمون ابو شهلا بمتابعة هذا الموضوع مع كافة الاطراف ذات الصلة.
المفاوضات الإستراتيجية( الشركة ليست للبيع )
وفي موضوع آخر نفى د. الجابر وجود اي نوايا للشركة ببيع اسهم لأي كان، مؤكدا وجود اهتمام من قبل جهات عربية خليجية تطرح نفسها لتكون شريك استراتيجي مع الشركة، معتبرا أن هذا منبع فخر أن تكون شركة الاتصالات جاذبة ولافتة لنظر شركاء استراتيجيين، يعتبرون لاعبون أساسيون في اسواق الاتصالات، ولكن هذا لا يتعدى ابداء الاهتمام، وفي حال التوصل إلى مرحلة نهائية او مذكرات تفاهم فسيتم العودة إلى السلطة الوطنية والجهات ذات الاختصاص من مساهمين ومجلس ادارة وعرض المشروع عليهم.
وأكد أن هناك فرق كبير ما بين البيع والشريك الاستراتيجي حيث، مؤكدا أن من قاموا بتأسيس الشركة ومن بنوها لا يرغبون ببيعها، ولكن في حال وجود شريك استراتيجي فإن هذا يشكل عامل ايجابي ويشكل انجاز وطني ويقوي العمود الفقري للاقتصاد الفلسطيني.
الترددات الخاصة بالشركة الوطنية 
وفي ما يتعلق بما اعلن مؤخرا من تقدم على صعيد الترددات الخاصة بالشركة الوطنية، اعتبر د. الجابر أن ذلك يشكل أخبارا إيجابية ومفرحة وتطور جوهري، لافتا إلى انه ومنذ عام 1996 فشلت كل المحاولات التي تقدمت بها السلطة الوطنية للحصول على ترددات لشركات تعمل في مجال الاتصالات، وان الشركات الفلسطينية بأمس الحاجة إلى ترددات.
واعلن انه كان هناك عطاء فازت به شركة (أكس برس) وكانت على علاقة مع شركة موتورولا الأمريكية ولم تتمكنان من الحصول على الترددات، رغم كل الجهود التي بذلها الامريكيون.
وبين أن الحدث المتثل بإعلان بلير حدث في غاية الاهمية ويشكل انعطافة تاريخية حقيقية وتطور كبير في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، معتبرا ان دخول الوطنية إلى السوق هو مصلحة وطنية، مؤكدا استعداداه لتقديم كل الدعم في سبيل أن تباشر الوطنية عملها.
وشدد على ضرورة أن يتبع الموقف الاسرائيلي بالتقدم على صعيد الترددات أن يتبعه تقدم على صعيد السماح بإدخال معدات خاصة وأن لدى المجموعة معدات محتجزة بقيمة 10.5 مليون دولار.
وأعلن د. الجابر مشاركته اليوم الثلاثاء في مؤتمر تل أبيب لصناديق الاستثمار المغامرة، وهو مؤتمر دولي بحضور اهم المستثمرين الاوروبيين، وانه سيكون متحدثا رئيسيا في المؤتمر، محاولا بذلك ايصال الصورة عن الواقع للمستثمرين الاوربيين والغربيين والصحافة الاسرائيلية من منظور فلسطيني، والتأكيد على أن الرسالة للمحافل الدولية وللمجتمع الإسرائيلي أن عليكم احترام الأجندة الاقتصادية الفلسطينية والطموحات التي يحملها أبناء هذا الشعب ،
وأكد أنه سيحاول خلال المؤتمر تغيير وجهة نظر هؤلاء ونقل لهم الواقع ودرجة التحدي الكبير لدى القطاع الخاص الفلسطيني، مؤكدا انه سيتحدث امامهم مسلحا بالارقام عن طبيعة النجاحات التي تحققها المؤسسات الفلسطينية أمام العوائق الاسرائيلية.
ودعا هؤلاء إلى الاستثمار في الاراضي الفلسطيينة لأن هناك فرص كبيرة للاستثمار في السوق الفلسطينية، كما أعلن انه سيوجه دعوة للمشاركين في مؤتمر تل أبيب للمشاركة في اعمال مؤتمر بيت لحم.
أما بخصوص مؤتمر شرم الشيخ فقد اعتبر د. الجابر أن هذه المؤتمرات والمحافل تعقد، وتكتسب أهمية كبيرة بنوعية الحضور، داعيا الجانب الفلسطيني للمشاركة الفاعلة، من أجل نقل الحقيقة التي يمر بها الاقتصاد الفلسطيني لأقطاب رأس المال، خاصة وان هؤلاء لا يعرفون الكثير عن حقيقة ما تشهده الاراضي الفلسطينية، ولذلك يجب ان يكون هناك مشاركة فلسطينية فاعلة حتى لا يبقى الاسرائيليون وحيدون في رواية ما يجري في الاراضي الفلسطينية.