رام الله- 2007-11-1 : أكد رئيس الوزراء د. سلام فياض على وجود حراك دولي حثيث، خاصة من قبل المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية في سياق الإعداد لمؤتمر »أنابوليس« الذي اعتبره فرصة لإعادة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي بعد تعثرها في الفترة الماضية.
ووصف د. فياض الوضع في الأراضي الفلسطينية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب الزيارة التي قام بها، أمس، لمعرض اكسبوتك 2007، في قاعات سليم أفندي بالبيرة بـ »المأساوي« داعيا المجتمع الدولي للتدخل لانهاء مأساة شعبنا عبر جلاء الاحتلال، وإقامة دولة القانون الفلسطينية ذات السيادة.
واعتبر فياض الزيارات المتوالية للمسؤولين الأوروبيين والغربيين، فرصة لإحياء عملية السلام في المنطقة، مؤكدا أن هذا الحراك إيجابي، ويأتي من دول تحرص على إعادة الأمن والاستقرار في المنطقة وتدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرا إلى أن هناك ضرورة ملحة لبذل كل ما هو ممكن لإنجاح مؤتمر الخريف، وتنفيذ استحقاقات السلام بما فيها المرحلة الأولى من خارطة الطريق.
وأعرب فياض عن سعادته لزيارة معرض اكسبوتك 2007، قائلا إن المعرض يعبر عن الطاقة والإمكانية الفريدة الكامنة لدى القطاع الخاص الفلسطيني ولدى شعبنا ويبعث الأمل على التطور والرقي والازدهار، بالرغم من الظروف التي نمر بها بسبب الاحتلال والوضع الذي وصفه بالشاذ والمأساوي.
وشدد على أن المعرض يعكس إرادة شعبنا في المضي قدما في كافة القطاعات والمجالات لبناء دولته المستقلة وذات السيادة، وأن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ساهم وما يزال في توفير مجالات العمل واستيعاب الأيدي العاملة والخريجين الجدد، وإتاحة العديد من الفرص، التي من شأنها أن تحد من نسب البطالة والفقر.
وحول انتشار قوات الأمن الفلسطينية في مدينة نابلس قال د. فياض إنها البداية، وهي تشكل خطوة أولى ولكنها هامة على طريق استعادة دور السلطة الوطنية للأمن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلا جزء من واجباتنا يستدعي تقوية المؤسسات الفلسطينية بما في ذلك الأمنية لتأدية مهامها تجاه المواطن الفلسطيني ضمن الامكانات المتاحة، رافضا كل الادعاءات التي تتهم القيادة الفلسطينية بعدم قدرتها على القيام بواجباتها، باعتبار أن ذلك لن يفضي الى نتيجة.
وكان اعلن مركز التجارة الفلسطيني بالتريد، واتحاد شركات انظمة المعلومات الفلسطيني بيتا،منظما معرض فلسطين الرابع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أعلنا في مؤتمر صحافي عقداه، مساء امس عن اختتام فعاليات معرض اكسبوتك 2007، في مدينة البيرة بالضفة الغربية وبمدينة غزة في قطاع غزة.
وقدر المركز اجمالي الزائرين للمعرض في الضفة وغزة خلال الأيام الثلاثة نحو (41589) زائرا ، اطلعوا على أحدث التطورات والابتكارات في عالم التكنولوجيا والاتصالات حيث حقق المعرض الذي نظم تحت رعاية الرئيس محمود عباس »ابو مازن« ، في الفترة من 30/10/2007 الى 1/11/2007،في قاعات سليم افندي بمدينة البيرة وقاعة رشاد الشوا بمدينة غزة،و برعاية رئيسية من مجموعة الاتصالات الفلسطينية، نجاحا كبيرا فاق التوقعات.
وقال محمد نافذ الحرباوي رئيس مجلس إدارة (بال تريد) لــ »?0255« ان المعرض حقق نتائج اكبر من التوقعات وعمق ورسخ الوحدة بين جناحي الوطن.
وأضاف ان عقد المعرض في شطري الوطن غزة والضفة ازال كافة الحواجز النفسية والسياسية مشيراً الى ان زوار المعرض لهذا العام كانوا من النخبة ومن الذين يرغبون بمواكبة ركب التطور والتقدم العلمي وعقد صفقات حقيقية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة .
ومضى الحرباوي يقول : ان رواد المعرض كانوا من طلبة الجامعات والمعاهد العلمية واصحاب المصانع والشركات والمؤسسات الفلسطينية المختلفة ورجال الأعمال ما يدل على مدى الاهتمام بهذا القطاع وعمق تغلغله في المجتمع الفلسطيني مع العلم ان هذا القطاع حديث العهد في المجتمع الفلسطيني .
واكد ان العديد من اصحاب الشركات التي عرضت منتجاتها في المعرض أشاروا الى النتائج الايجابية التي جنوها في ختام المعرض وان هذه النتائج فاقت التوقعات شكل المعرض فرصة مهمة لتسويق المنتجات وتعريف المواطن الفلسطيني بالمنتج الوطني.
وقال ان جمع 50 شركة فلسطينية معاً في هذه التظاهرة الحضارية العلمية التقنية تحت سقف واحد أنجاز كبير ومهم خاصة في التعاون بين هذه الشركات وتكامل وتواصلها مع بعضها البعض .
واضاف ان المعرض سيلقي بظلال ايجابية خلال الاشهر المقبلة لما فيه من تواصل بين الشركات والزوار .
ولفت الى ان العقبة الوحيدة التي اعترضت المعرض هي ضيق المكان مؤكداً أن الدراسة الأولية لإقامة ارض معارض ومؤتمرات في طريقه للانتهاء مع نهاية العام الجاري.
وقال ان هناك تصميما ومن قبلنا ومن قبل بلدية رام الله والاتحاد العام للصناعات الفلسطينية ان يرى هذا المشروع النور قبل نهاية العام .
واشار الى البعد الاقتصادي للمعرض من خلال زيادة حصة المنتج الوطني الفلسطيني في السوق وكذلك الشركات الفلسطينية المستورة للمنتجات العالمية بشكل مباشر مما يحقق ارباحا لهذه الشركات وفائدة للاقتصاد الفلسطيني .
وشهد اليومين الأخيرين للمعرض اقبالا شديدا من الحضور، ما جعل ادارة المعرض تتخذ قرارا بتمديده لاتاحة الفرصة للجمهور لزيارته.
وقد أم المعرض معظم طلبة كليات تكنولوجيا المعلومات من ( جامعة بيت لحم، بير زيت، البوليتكنيك، النجاح وكلية الروضة ) والعديد من المدارس في المحافظة .
وشارك في المعرض 50 شركة من قطاع التكنولوجيا والاتصالات الفلسطيني بواقع 35 شركة من الضفة و 15 من قطاع غزة.
واجمع المنظمون والراعون للمعرض وممثلو الشركات العارضة على أن إقامة المعرض في قطاع غزة للمرة الأولى على الأرض فعلياً وليس عبر دائرة الربط التلفزيوني على غرار الدورات الثلاث السابقة، شكل الحدث الأبرز في اكسبوتك للعام الحالي.
واستغلت الشركات العارضة المعرض للترويج لمنتجاتها كما عقدت العديد من الشركات على هامش المعرض فعاليات وأنشطة تركزت على التعريف بتخصصاتها وبالمنتجات والخدمات التي تقدمها.
وأم المعرض عدد كبير من الوزراء والمسؤولين في مقدمتهم رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، والوزراء وكبار الشخصيات في السلطة الوطنية والقطاع الخاص، وسفراء وقناصل الدول العربية والاجنبية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية.
وفي نهاية اليوم الثالث والاخير قدم مدير المعرض ابراهيم نجار دروع التقدير للشركات المشاركة والشركات المزودة للخدمات والعاملين الذين ساهموا بانجاح المعرض ، وكذلك لمجموعة الاتصالات الفلسطينية على رعايتها الرئيسية للمعرض والى البنك الاسلامي للتنمية وحدة صندوق الاقصى على دعمه المتواصل لترويج التجارة الفلسطينية والى برنامج الامم المتحدة »UNDP« على دعمه للقاءات التجارية وورش العمل التي تم تنظيمها على هامش المعرض، ولشركة المؤسسة العربية للتأمين راعية وثيقة تأمين المعرض.
وشكر النجار الشركات العارضة ومنظمي المعرض والموظفين والعمال وكل من ساعد وعمل في انجاح هذا الحدث الاقتصادي الهام ، مؤكدا ان الدورة الخامسة للمعرض سيتم اقامتها في نفس الموعد من العام القادم املا ان تكون في القدس الشريف وتنقل الى قطاع غزة.
من جهته اعرب ايهاب الجعبري المدير التنفيذي لـ »بيتا« عن ارتياحه لنجاح المعرض، معربا عن شكر الاتحاد للراعين والداعمين، وللشركات العارضة في الضفة وقطاع غزة والتي يعود لها الفضل الاول في نجاح المعرض.
وفي غزة قال المهندس عبد الهادي أبو شهلا المتحدث الرسمي باسم الشركات المشاركة في المعرض عضو مجلس إدارة بيتا أن الأرقام الرسمية تقول أن حولي عشرة آلاف زائر تمكنوا من زيارة المعرض منهم 6000 زاروا فعليا المعرض خلال اليومين الأول والثاني مبينا أن أصحاب الشركات لم يتوقعوا هذا المستوى من الإقبال في أوساط المواطنين والمختصين لأجنحة المعرض وما حققوه من مبيعات فاقت توقعاتهم نظرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.
واكد أن معظم الشركات المشاركة في المعرض، تقدم خدمات لها علاقة مباشرة بالبرمجيات والتصميم، لافتا إلى إن الشيء المهم بالنسبة للزائرين تمثل بإطلاعهم على تقنيات متقدمة تعرض للمرة الأولى في المعرض، حيث لم يتصوروا إمكانية توفر ذلك في ظل الحصار المشدد على القطاع.
ولفتت حنان أبو طه مديرة مركز »بال تريد« في محافظات غزة الى أن مستوى إقبال الزوار على المعرض كان من مختلف الفئات من رجال أعمال وطلاب وأصحاب شركات، معتبرة أن نجاح تجربة المعرض في غزة فاق توقعات المشاركين والجهات المنظمة معا خاصة وأن المعرض أقيم في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
ونوهت طه الى ما تخلل المعرض من مفاجآت شملت الكشف عن ابتكارات تكنولوجية قدمها طلاب وخريجي الجامعات المحلية.
وقال ممثل شركة تقنية المعلومات أحد الشركات المشاركة في المعرض عمر ابو شهلا، أن المعرض حقق أهدافه بالنسبة له كشركة مشاركة، لافتاً إلى أنه لم ينظر بالدرجة الأولى إلى عمليات البيع بقدر ما يتطلع إلى حجم الإقبال الجماهيري وما يمكن أن تحققه شركته من ترويج لمنتجاتها سيتيح استقطاب زبائن جدد.
وقال ما ميز هذا المعرض هو لغة التحدي والإصرار من قبل الشركات المشاركة التي أصرت على ضرورة اقامته رغم الظروف الصعبة والمعقدة التي يمر بها القطاع، ورغم المخاطر والمخاوف التي كانت تراود البعض من العارضين من وراء إقامته، إلا أن جميع هذه المخاوف تبددت بمجرد افتتاح المعرض وذهلت الشركات من حجم الإقبال.
واتاح المعرض الفرصة أمام الكثير من الخريجين لعرض إبداعاتهم واختراعاتهم لتبنيها مستقبلاً، فالمهندس حسين ابو مطير، احد خريجي الجامعة الإسلامية، الذي عرض مشروع نظام التحكم المركزي للري الزراعي، قال انه استهدف من هذه الطريقة الجديدة إعداد نظام محوسب للري الزراعي، بحيث لا يكون هنالك أي تدخل مباشر للانسان.
وأضاف ان هذه الطريقة تساعد في الحفاظ على كميات كبيرة من المياه، كما تساهم في تحسبن جودة التربة وجودة النباتات المزروعة.
وأشار إلى انه يوجد حاليا تجارب ودراسات وأبحاث لتطبيق هذه الطريقة الحديثة في الري، لافتاً إلى ان مشكلة الإغلاق والأوضاع السياسية الصعبة التي يمر بها القطاع حالياً حالت دون تنفيذها.
أما المهندسة حليمة عبد العزيز، فعرضت نظام أرشفة الصور الطبية عبر الانترنت مؤكدة أن هذا النظام المحوسب حال تطبيقه سيوفر الكثير على المستشفيات في الأراضي الفلسطينية، حيث أنها ستجعلنا ننتقل من النظام الورقي إلى النظام المحوسب، مشيرةً إلى أنها قدمت هذا المشروع بناءً على اقتراح من وزارة الصحة، وليس مشروع تخرج.
وأضافت أن هذا المشروع سيطبق أولاً في المستشفى الأوروبي في خان يونس، ثم ينتقل بعد ذلك إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
أما المبرمج محمد شباب مهندس كمبيوتر في مشفى الشفاء، فأشاد بما قدمه المعرض من منتجات، مشيرا الى أن المعرض بحد ذاته شكل فرصة للطلبة والدارسين للإطلاع على كل ما هو جديد، خاصة فكرة ربط الانترنت عبر الكهرباء وهي فكرة جديدة تُقدم للمرة الأولى.
الى ذلك منحت مجموعة الاتصالات الفلسطينية جائزة للمشترك رقم 50.000 في خدمة الـ ADSL في فلسطين، بحضور د.فياض، ورئيس مجلس ادارة اتحاد شركات أنظمة المعلومات علاء علاء الدين، والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية د. عبد المالك الجابر.
وسلم د. فياض الجائزة وهي عبارة عن جهاز كمبيوتر محمول للفائز محمد هوارين، من الظاهرية قضاء الخليل.
وقال د. الجابر إن نسبة انتشار الـ ADSLفي فلسطين بلغت حوالي 14% وهي من بين أكثر الدول العربية إنتشارا في هذه الخدمة.
واعرب د. الجابر عن أمله في ان يصل عدد المشتركين في اكسبوتك 2008 إلى 150.000 مشتركا مشددا على أن هذا الانجاز هو نتاج الجهود التي تبذلها مجموعة الاتصالات في إطار توسيع انتشار خدمة الـ ADSL، وربط مختلف المناطق بها.
واعتبر أن الوصول لهذا العدد من المشتركين هو مبعث افتخار مشددا على أن الاتصالات وضعت على قمة اولوياتها هذا العام رفع نسبة انتشار هذه الخدمة، وبالتالي سعت إلى توفير الخدمات التقنية والفنية لذلك.
ورحب رئيس مجلس إدارة بيتا علاء علاء الدين برئيس الوزراء في المعرض مشيدا بدعمه المتواصل لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
واكد ان الاراضي الفلسطينية تقف على عتبة تحرير هذا القطاع ووجود شبكات ناشطة فيه، مهنئا هوارين بحصوله على الجائزة التكريمية بصفته المشترك 50.000.
أما رئيس الإدارة التجارية لشركة الاتصالات الفلسطينية رامي شمشوم، فقال إن هذه المناسبة تدل على تقبل مجتمعنا وجاهزيته لاستخدام التكنلوجيا المتطورة وفي الوقت ذاته عكس بوضوح الالتزام بالتطوير الذاتي الدائم وتحسين نوعية الخدمات المقدمة، وإضافة خدمات جديدة بأسعار منافسة.