بيت لحم - أقرت الهيئة العامة لشركة الاتصالات الفلسطينية في اجتماعها العادي الحادي عشر الذي عقد امس في بيت لحم توزيع أرباح نقدية على المساهمين بقيمة 25% من القيمة الاسمية للسهم بقيمة إجمالية تبلغ 33 مليون دينار.
وصرح صبيح المصري رئيس مجلس الإدارة :» ان إنجاز الشركة يشكل تمثيلاً حقيقياً لطاقات أبناء هذا الشعب وقدراته ، انه الوجه المشرق لفلسطين، انه الحلم الذي حملناه طيلة السنوات رغم الاحتلال وقسوته .
بدوره قال الدكتور عبد المالك الجابر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية :»لقد حققت الشركة بتوجيهات مجلس الإدارة وبجهود وقدرات كافة الموظفين والعاملين نتائج ايجابية وحققت نموا في الإيرادات وقفزة نوعية في الخدمات المقدمة للمواطنين «مؤكداً ان المجموعة تعمل في جناحي الوطن دون أي ضغوط وبعيداً عن التجاذبات السياسية .
وتجدر الإشارة إلى أن صافي حقوق المساهمين للشركة بلغ 277 مليون دينار أردني في نهاية العام 2007، مما يؤكد على مكانه وصلابة الموقف المالي للشركة.
ارباح بنسبة 34?
و أظهرت النتائج المالية الأولية المراجعة من قبل مدققي حسابات الشركة أن الشركة حققت نمواً في الأرباح التشغيلية بواقع 34% لتصل إلى 79.6 مليون دينار مقابل 59.3 مليون دينار في العام 2006، كما حققت الشركة نمواً في الإيرادات بلغ حوالي 23% مقارنة بالعام 2006 ليصل إلى 226 مليون دينار، فيما أرتفع صافي الربح إلى 65.5 مليون دينار مقارنة ب 56.2 مليون دينار للعام 2006 أي بزيادة مقدارها 17%، كذلك ارتفعت حصة السهم من الأرباح إلى 0.498 دينار مقابل 0.427 دينار للعام 2006.
وقد تحقق ذلك بشكل رئيسي نتيجة إرتفاع عدد مشتركي الهاتف النقال بنسبة 24% ليتجاوز بذلك حاجز المليون مشترك بالرغم من المعيقات الموجودة امام نمو عدد المشتركين. كما حققت الشركة نمواً مهما في عدد مشتركي خدمة النطاق العريض (ADSL) بلغ 107% ليصل إلى حوالي 54 ألف مشترك مقابل 26 ألف مشترك للعام 2006، لتغطي بذلك 180 منطقة بالضفة الغربية وغزة. ولهذا النمو أهمية عالية ضمن الإستراتيجية الشمولية لخدمة المشتركين ضمن رزمة واحدة من الخدمات.
عام اخر من الانجاز
وقال المصري رئيس مجلس إدارة الشركة في كلمته أمام الهيئة العامة:» عام آخر يضاف إلى عمر الانجاز المستمر لشركة الاتصالات الفلسطينية، إنجاز اقل ما يقال فيه هو التمثيل الحقيقي لطاقات أبناء هذا الشعب وقدراته ، انه الوجه المشرق لفلسطين، انه الحلم الذي حملناه طيلة السنوات رغم الاحتلال ومقاومته، انه نجاحنا بكم، أنتم من كنتم على رأس هذا العمل ، ومن هنا أجد لزاما علي وإخوتي أعضاء مجلس الإدارة أن أتقدم بالتحية لكم لأنكم أساس هذا الانجاز والتميز.
ومضى يقول :» اسمحوا لي أن أسميكم بأسمائكم مساهمين ، إداريين فنيين ، تنفيذيين وجمهور كريم، ليصل لكل منكم تحية خاصة وتقديرا لا استطيع أن أصفه.أرحب بكم في مدينة بيت لحم، مدينة المحبة والسلام في هذا الصرح الجميل الذي يعبر عن إصرار الشعب الفلسطيني على بناء دولته والعيش بحرية وسلام».
وقال :»إن هذا الصرح يشير بشكل واضح إلى أن مجموعتنا أخذت مخاطر عديدة عندما قررت الاستثمار في الوطن ، فبعض هذه الاستثمارات تكبد خسائر كبيرة ، والبعض الآخر جزء من هذه الخسائر ، إلا إننا في نهاية المطاف نستثمر في مستقبل فلسطين.
واضاف :» إننا اليوم بعقد الهيئة العامة الحادية عشرة ، وكل هيئة عامة عقدناها لغاية اليوم لها خصوصيتها ولها علاماتها البارزة .نحن اليوم ندخل عهد جديد من فتح السوق على مصراعيه والمنافسة مع شركات فلسطينية مرخص لها من الجهات الرسمية الفلسطينية بعد أن كنا ننافس الشركات الإسرائيلية غير المرخص لها والشركات الاخرى التي عملت ولا زال جزء منها يعمل في الأراضي الفلسطينية دون تراخيص.
وتابع يقول :» نحن قلنا من اليوم الأول أهلا بالمنافسة ونحن نرى أن المنافسة تخدم الاقتصاد، وتخدم شركتنا وتخدم المشتركين أنفسهم.
واوضح :» أن النجاح يقاس بحجم الإنجاز وسنبدأ أولا» بمقاييس النجاح كي لا نضلل أنفسنا، ومن هنا يجب أن نعيد على مسامعكم أن لهذه الشركة رؤية منذ بداية انطلاقتها وهي بناء وإدارة شبكة اتصالات متطورة تقدم كافة خدمات الاتصالات للمواطن الفلسطيني وتساهم في بناء الوطن وربطه مع العالم الخارجي ، وهذا هو إلتزامنا قولا وفعلا» بالتنمية الشمولية والتكاملية.
وقال المصري :» ان التحدي الأول الذي واجهته هذه الشركة هو العثور على الكفاءات المطلوبة من العاملين ذوي المعرفة للقيام بالعمل على أكمل وجه في مختلف المجالات من إدارة وفنيين وذوي خبرات وهذا ما نجحنا به من خلالكم أنتم الطواقم الإدارية والفنية والتنفيذية، واستطعتم أن تقوموا ببناء نظام يتوافر فيه حسن تقدير الأمور والدقة في الأداء بما يتناسب مع مدى صعوبة العمل المطلوب أداؤه، والى جانب ذلك تمكنا من بناء إدارة تطبق ذلك النظام تتميز بأنها المثل والقدوة بحيث أتاحت لنا أن نعمل وفق استراتيجيات واضحة لتحقيق رؤيتنا ونستخدم خططا» تصنف بأنها طويلة الأمد دائما» أو قصيرة الأمد أحيانا» لخدمة هذه الإستراتيجية ضمن المعايير الدولية في مجال العمل لتطبيق رؤيتنا وإستراتيجيتنا .
شكر للعاملين
وخاطب المصري الهيئة العامة والعاملين في الشركة بالقول :» لقد ساندتم شركتكم في مراحل تطورها ونموها وهنيئا لكم على رؤيتكم الثاقبة وقراركم الصائب في الاستثمار في شركة الاتصالات ، أن شركتكم تعتبركم ذخرها الرئيسي وما كانت لتنجح في مواجهة التحديات والمشاكل التي واجهتها لولا التفافكم حولها ودعمكم لها ونحن نتطلع الى أستمرار هذا الدعم وكلنا ثقة أن التفافكم حولها سيزيد ، « دعونا نكمل حلمنا ، وهذا يتطلب أن نجتهد لتحقيقه و نقدم ما أمكن لنواجهه مشقة الحاضر وتحديات الغد، فهيا بنا جميعا ننظر إلى فلسطين الغد».
تقارير لمجلس الادارة
ثم جرت تلاوة تقرير مجلس الإدارة عن السنة المنتهية في 31/12/2007.وتقرير مدقق حسابات الشركة المالية المنتهية في 31/12/2007.حيث جرت مناقشة البيانات المالية للشركة والمصادق عليها للسنة المالية 31/12/2007. وابراء ذمة أعضاء مجلس الإدارة عن السنة المالية المنتهية في 31/12/2007.
انتخاب اعضاء مجلس الادارة
هذا وجرى انتخاب مدققي حسابات الشركة للسنة الحالية 2008 شركة أرست يونغ ثم انتخاب اعضاء مجلس الإدارة المنتخبين لاربع سنوات وكانت على النحو التالي :صبيح المصري بصفته الشخصية مقعد وشركة فلسطين للتنمية والاستثمار ( باديكو ) 3مقاعد .والبنك العربي / مقعد وبنك القاهرة عمان / مقعد ،وشركة فلسطين لتطوير المناطق الصناعية ( بيدكو ) مقعد ،وشركة المسيرة / مقعد والشركة العربية للتموين / مقعد .و شركة الخدمات الاستشارية والادارية /مقعد , وشركة بير زيت للأدوية / مقعد .
ثم جرت تلاوة توصيات مجلس الإدارة بخصوص توزيع الأرباح حيث قرر المصري زيادة نسبة توزيع الارباح من 20 الى 25% .
ثم عقد المصري والدكتور عبد المالك الجابر الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية مؤتمراً صحفياً تم خلاله الرد على أسئلة الصحفيين والمشاركين . وقال المصري رداً على سؤال حول شركة (VTEL) :» ان الاتصالات الفلسطينية تملك 25% من (VTEL) وهي شريك رئيسي وتمثل القوى في (VTEL) والموظفين والعاملين في الاتصالات هم الذين يقفون خلف التكنولوجي التي تستخدمها (VTEL) كما نستخدم موظفين وخبراء الاتصالات لتقوية (VTEL) ولهم ذراع طويل في نجاح شركة (VTEL) المساهمة في مشاريع في الشرق الأوسط وأوروبا وحتى في أفريقيا .
واضاف ان نتائج نجاح (VTEL) يتطلب مرور عامين ونحن نتقيد بالأنظمة الحسابية الحديثة .
ولفت المصري الى ان الشركة تتلقى عروضا من العديد من الشركات منذ مدة طويلة للمساهمة معنا من خلال شراء اسهم او الدخول بحصص اكبر في الاتصالات الفلسطينية نفسها لان لديهم مصلحة في الدخول في سوق الشرق الأوسط .؟
ورفض المصري الإفصاح عن أسماء الشركات التي يجري البحث معها وقال هي ثلاث شركات كبرى مازالت المحادثات معها مستمرة ونأمل ان نتوصل الى نتيجة إيجابية وفي حال حدث تقدم فيها سيتم عرضه على مجلس الإدارة للحصول على موافقته كما هناك إمكانية لعرضه في جلسة للهيئة العامة في جلسة غير عادية .مؤكداً (اننا عندما نتفاوض نقوم بذلك نيابة عن جميع المساهمين كلاً حسب نسبته ) .
ورداً على سؤال ل(القدس) حول نتائج اجتماع مجلس الإدارة الذي سبق اجتماع الهيئة العامة قال الجابر :» لقد تم خلال الاجتماع مناقشة التوصيات التي ترفع للهيئة العامة والنتائج الأولية للربع الأول للعام 2008 والتي كانت ممتازة وأفضل من العام الماضي وسيتم الإفصاح عنها ان شاء الله في السوق المالي الفلسطيني قبل نهاية الشهر «.
واضاف ان كافة النتائج تدل على ان الشركة لديها تصورا استراتيجيا واضحا وان هذه النتائج تأتي للبرامج والخطط التي بدأت الشركة في تنفيذها في 2006 بدأت نتائجها تظهر سواء من خلال خدمات وبرامج جديدة او فيما يتعلق بخفض المصاريف او من خلال توسيع قاعدة الاستثمار فكل ذلك بدأت نتائجه تظهر وتأتي أكلها في العام 2007 و2008.
الشركة الاكبر
ولفت الجابر الى ما ذكره مراقب الشركات ان شركة الاتصالات الفلسطينية هي الشركة الأكبر وتشكل 25 % من الناتج الإجمالي وبالتالي يقع على عاتقها مسؤولية بناء الوطن.وقال :» نحن نتصرف ونعمل ليس كشركة وانما كجزء ومحرك رئيسي في بناء الوطن الفلسطيني المشرق لذلك توجهنا الى مؤتمر جدة في المملكة العربية السعودية لنرعى مؤتمرا اقتصاديا يعكس صورة فلسطين المغيبة وكذلك توجهنا الى الكويت والأمارات لنغير الصورة النمطية عن فلسطين ولنعكس (الوجه الأخر لفلسطين ) تلك الصورة الجميلة المشرقة ولعرض القدرات والطاقات الجبارة التي حققت عشرات قصص النجاح في فلسطين رغم كل المعوقات والإجراءات التي يفرضها الاحتلال لأننا مصممون على المضي بفلسطين لتصبح في مصاف الدول المتقدمة بعزيمة وقدرات وخبرات أبنائها وأموالهم أولاً ثم بتقديم الفرص الاستثمارية المجدية للمستثمرين العرب و الخليجيين منها إضافة إلى الأجانب .
مؤتمر بيت لحم الاستثماري
وعن مؤتمر بيت لحم قال عبد المالك ان شركة الاتصالات احد الرعاة الرئيسيين لمؤتمر الاستثمار في بيت لحم سواء من حيث مساهمتنا في مصاريف المؤتمر وكذلك في الترويج للمؤتمر وهو ما نقوم به بشكل مستمر في جولات شملت السعودية والكويت والأمارات وغيرها من الدول العربية والأجنبية مشيراً الى ان كافة الاجتماعات كانت تتناول فلسطين كبيئة استثمارية مواتية بالرغم من الصعوبات الموجودة ونشجع رجال الأعمال العرب والأجانب لدخول الى فلسطين ونبرهن لهم ان هناك إمكانية لتحقيق ارباح رغم المخاطر المحسوبة وهناك فرصة وافاق تفوق المخاطرة وتستحق ومجدية وان هناك شركات اجنبية وخليجية خاصة شركة (جلوبل) الكويتية التي دخلت السوق الفلسطيني ب100 مليون دولار .وغيرها.
الانقسام حرح عميق
وعن الانقسام الفلسطيني بين الضفة والقطاع ومدى تأثيره على الوضع الاقتصادي قال الجابر :» دون شك الانقسام يشكل جرحا عميقا ينزف فالوضع صعب من فقر وبطالة والقوى الشرائية تنخفض والروح المعنوية في القطاع متأثرة بالحصار والاجتياحات والوضع المأساوي سلباً .
واكد ان الشركة في جناحي الوطن تعمل بانتظام وتناغم كما كانت قبل ذلك الجرح تتعامل مع المواطن الفلسطيني في رفح كما تعامل المواطن في جنين ونتحمل المخاطرة في الضفة والقطاع ونحن سعداء في الخدمة التي نقدمها لأهلنا وطواقمنا تخاطر بأرواحها في العمل على الحدود لتوصيل الخدمة المناسبة لكافة المواطنين وقد اصيب العديد من عمال الشركة أثناء ذلك .
ونفى د. عبد المالك تعرض الشركة لأي ضغوط وقال نحن نعاني كما يعاني أهلنا في جميع ربوع الوطن سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية نتمسك بالصمود والتجذر كما هي عادة شعبنا.
واضاف نحن نقدم خدمة أساسية وبعيدين عن التجاذبات والخلافات السياسية وسنبقى على هذا النحو