رام الله - بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والسفراء والقناصل والممثلين لدى السلطة الفلسطينية، وحشد من رجال الأعمال والشخصيات الوطنية والاعتبارية احتفت جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع بتكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات المبدعة التي أضافت بصمة متميزة خلال العام الماضي في المسيرة العملية والعلمية .وقال صبيح المصري، رئيس الجائزة، لقد جعلنا من احتفالية جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع حدثاً سنوياً نعتز ونفتخر به، حيث نتوج دفعة جديدة من أبنائنا المبدعين، ومن شخصيات دولية، وعربية، وإسلامية، في عام الجائزة الثاني، ممن ساهموا ببناء المجتمع الفلسطيني في شتى المجالات ومناحي الحياة. جاء ذلك أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش احتفالية الجائزة التي نظمت بقصر رام الله الثقافي أمس.وأكد المصري أن الجائزة تحمل في طياتها ما يعزز الهوية الوطنية، كما تسعى لتغيير الصورة النمطية عن الفلسطيني وإبراز قدراته الإبداعية، معرباً عن أمله في أن تكون الجائزة قد أوفت الإنسان الفلسطيني حقه في عطاءه المتميز وتفانيه الذي لا ينضب.
ومن جانبه أكد د.عبد المالك الجابر، أمين عام الجائزة، أننا نحقق -بهذا الحدث- عاما آخر من الانجاز والعطاء، فقد وضعنا نصب أعيننا رعاية أبناء المجتمع الفلسطيني، والمساهمة في تنمية قدراتهم واكتشاف إبداعاتهم، حتى نصل إلى غايتنا في خلق نماذج حية من الأمثلة الصالحة والقدوة الحسنة، لأن على هذه الأرض الطيبة ما يستحق الحياة.
محمود درويش.. الفلسطيني الاستثنائي
واستحق الراحل محمود درويش جائزة الشخصية الفلسطينية الاستثنائية التي تسلمها شقيقه الكاتب احمد درويش بعد عرض ريبورتاج قصير تضمن قصيدة الشاعر في القدس.
وقدمت الجوائز إلى الفائزين من الفئات المحلية التي توزعت على التجربة المميزة، والموظف المميز، والشخصية المتميزة، وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى جوائز أخرى عن فئات عربية ودولية.
التجربة المميزة..سائق تاكسي ومخترع!
واستحق المرتبة الأولى لهذه الفئة منذر القصاص، سائق تاكسي، لابتكاره جهازا خاصا لذوي إعاقة الشلل الرباعي الكامل حيث طور كرسيا متحركا يتم التعامل معه من خلال حركة الرأس، وفي المرتبة الثانية نال بروفيسور فيزياء الفضاء عماد البرغوثي الجائزة الثانية لابتكاره نظاما حاسوبيا أطلق عليه نموذج البرغوثي الذي يهدف إلى معرفة خصائص وصفات البيئة الفضائية لكوكب الأرض، وحل في المرتبة الثالثة الطلبة اشرف السلعوس وجهاد ابراهيم ومهند احم من قسم الهندسة في جامعة النجاح عن اختراعهم آلة لنقش الحجر المفجر وتشكيله بطريقة رائعة تسهم في توفير الوقت والأيدي العاملة.
الموظف المميز..
وعن المرتبة لهذه الفئة تقلد أستاذة الرياضيات فتنة البسومي جائزة المرتبة الأولى وذلك لتطويرها أساليب مبتكرة في التعليم الالكتروني لمادتها من خلال شرحها المناهج بصوتها لجميع الصفوف المدرسية، واستخدام طرق الرواية المسرحية لتبسيط المادة، وحلت المهندسة نبيلة الطيبي في المرتبة الثانية لمساهمتها في إنشاء 25 جمعية تعاونية ساعدت في إعالة ما يقارب 1000 أسرة فقيرة ومهمشة من خلال التصنيع الغذائي، أما إبراهيم صافي فقد نال جائزة المرتبة الثالثة لتميزه في عمله وتدرجه الوظيفي في مصلحة مياه رام الله والبيرة من جابي حتى مدير عام المصلحة لإيمانه وحرصه على الالتزام والإخلاص في العمل هم سر النجاح.
ذوي الاحتياجات الخاصة..تحدٍ وعزيمة
وتقلد حسام عزام من غزة ، الذي يعاني إعاقة نصفية في قدميه، جائزة المرتبة الأولى لإسهامه بإيصال رسالة للإنسانية جمعاء بقدرة المعاقين على الإبداع، حيث حقق نجاحات رياضية بارزة على المستوى الوطني والدولي، وحصد العديد من الميداليات، كان آخرها ذهبية اولمبياد سيدني، وحصوله على بطولتي آسيا وإفريقيا ومشاركته في اولمبياد بكين، كما أسس نادي الوفاء للمعاقين لشعوره بالمسؤولية تجاههم.
وفي المرتبة الثانية حل معين الأطرش، من مخيم الدهيشة، الذي عانى من شلل النصفي في كلتا قدميه، بعد إصابته برصاص الاحتلال، لكنه لم ييأس وأصر على النجاح وواجه الصعوبات وأبدع في مهنة الحفر على خشب الزيتون وأسس مشغلا صغيرا لممارسة عمله.
وحاز جائزة المرتبة الثالثة عن هذه الفئة الطفل محمود المقيد من مخيم جباليا حيث لم تمنعه إعاقتي السمع والنطق من الإبداع في مجال الرسم والفن التشكيلي مشاركا بالعديد من المعارض الفنية على المستوى المحلي.
المؤسسة المتميزة..الإغاثة في المقدمة
وتقلدت مؤسسة الإغاثة الإسلامية-التي تنشط في فلسطين منذ العام 1998- جائزة المرتبة الأولى لجهودها في العمل على مساعدة المحتاجين والفئات الفقيرة والمهمشة في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال سعيها للتخفيف من معاناتهم، ولتعزيزها جوانب التميز لدى موظفيها ولبنائها على شراكات إستراتيجية مع مؤسسات دولية كبرنامج الغذاء العالمي واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وحل في المرتبة الثانية منتدى شارك الشبابي الذي يعتبر منظمة يديرها الشباب وتعمل في جميع أنحاء الوطن على تطوير مشاركة الشباب والفئات المهمشة في مجالات الحياة كافة من خلال المبادرات والمشاريع المميزة.
وحازت مؤسسة يبوس المقدسية للإنتاج الفني على جائزة المرتبة الثالثة ، لدورها في إحياء المشهد الثقافي والفني لمدينة القدس إلى جانب رعايتها لفنانين فلسطينيين وتسويق أعمالهم من خلال تنظيمها للعديد من الفعاليات والأنشطة والعروض المتميزة ومن أبرزها مهرجان القدس الذي ينظم سنويا في قبور السلاطين.
القدوة الحسنة..نماذج مضيئة
وعن فئة القدوة الحسنة، تقلدت الأم وطالبة كلية فلسطين التقنية رؤى الخالدي، الجائزة الأولى ، لإرادتها الصلبة التي مكنتها من الاستمرار في تعليمها الجامعي، بتفوق، ونيلها جائزة عالمية عن مساهمتها في تصميم أفضل مشروع على الانترنت، إلى جانب رعايتها لزوجها وابنتها، في الوقت الذي تخضع لجلسات العلاج الكيماوي من مرض السرطان الذي أصاب جميع أنحاء جسدها.
وفي المرتبة الثانية، حل روميو عنفوص، من بلدة عابود قضاء رام الله، الذي يعمل في مجال تصميم الجرافيك لدى عدد من الشركات، متحديا بذلك مرض السرطان الذي اخذ يفتك بجسده رويدا رويدا، ما أدى إلى بتر يده اليمنى واستئصال رئته اليمنى وجزء من القلب.
الشخصيات والمؤسسات الدولية
وبعد استمتاع الجمهور بالفقرة الموسيقية التي أداها أطفال فرقة الكمنجاتي، استمر توزيع الجوائز للفئات العربية والدولية.
د.عمرو موسى..العربي المتميز
ونال جائزة الشخصية العربية المتميزة د. عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية، لمساندته قضايا وهموم العالم العربي وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي أولاها كل الرعاية والاهتمام، ولا زال يبذل الجهود لضمان حقوق الشعب الفلسطيني ونصرته.
ماري روبنسون..صرخة العدالة والمساواة
أما فئة الشخصية الدولية المتميزة فقد استحقتها ماري روبنسون، المفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان، التي لم تدخر جهداً في الدفاع عن حقوق الإنسان، والعمل على تحقيق العدالة الإنسانية والوقوف إلى جانب المظلومين مطلقة صرختها ضد الحملات المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وقالت روبنسون انه لشرف كبير لها أن تتسلم الجائزة، رغم شعورها بالحزن للوضع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون بسبب الاحتلال والحصار، معبرة عن أسفها لعدم تمكن الفائزين من القطاع من المشاركة والحضور.
مورغينتيني..فليسقط الجدار!
كذلك نالت لويزا مورغينتيني، عضو البرلمان الأوروبي، وأحد قادة حركة السلام الايطالية، لمساهمتها في العمل من اجل قضايا السلام وحقوق الإنسان، في مختلف أرجاء العالم لا سيما الأراضي الفلسطينية عبر مراحل الصراع العديدة.
وأبدت مورغينتيني، الناشطة ضد الجدار والمشاركة بالمسيرات السلمية في بلعين، إعجابها بقدرة الشعب الفلسطيني على المقاومة والإبداع في آن، مبينة أن الأمل بالتحرر والخلاص والمقاومة السلمية وتشجيع الإبداع والعمل هو الطريق نحو المستقبل. ومطلقة صرخة بالعربية : فليسقط الجدار.
ميشيل صباح..صوت المحبة والسلام
والى جانبهما غبطة البطريرك ميشيل صباح الذي مثل صوتاً نبوياً في الدعوة إلى السلام والمحبة والتسامح
والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته، وغدا أول فلسطيني عربي يشغل منصب بطريرك القدس للاتين في مطلع العام 1998 ، وصاحب أعلى درجة كهنوتية كاثوليكية في الأراضي المقدسة.
وعبر غبطة البطريرك عن تمنياته بازدهار المؤسسة المشرفة على الجائزة، مؤكدا على ان مشروعها لتكريم الإبداع والمبدعين خطوة نحو تحقيق حلم الفلسطينيين بالتحرر والاستقلال.
ونال إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في الكويت جائزة المؤسسة العربية المتميزة وتسلمها د.عبد اللطيف الحمد، رئيس مجلس إدارة الصندوق الذي قدم الكثير في دعم المشاريع الاقتصادية ذات الطابع الاستثماري والتنموي للكيان العربي وللمشاريع العربية المشتركة، وبلغ مجمل الدعم المقدم منه لفلسطين 100 مليون دينار كويتي.
وللمهجر حضوره المتميز
واعتبر د.عدنان المجلي الشخصية الفلسطينية المتميزة في المهجر هذا العام، كونه ابرز الخبراء الدوليين والمعروفين على مستوى العالم في مجال استكشاف العقاقير واحد أهم المساهمين في الانجازات الطبية وتقدم البشرية، وهو كاتب ومؤلف لـ40 ورقة علمية وكتاب مؤلف من أربعة فصول، وحاصل على أكثر من 700 براءة اختراع في هذا المجال.
يذكر أن الفائزين من فئات المؤسسة والتجربة المتميزة يحصلون على مكافأة مالية مقدارها 15 ألف دولار للمرتبة الأولى، و10 آلاف للثانية، و5000 للثالثة، في حين يحصل كل من الموظف المتميز والشخصية المتميزة من ذوي الاحتياجات الخاصة، على 10 آلاف دولار للمرتبة الأولى، و7000 دولار للثانية، و5000 دولار للثالثة،في حين كرمت الشخصيات والمؤسسات الدولية بشكل معنوي عبر تقديم مجسم الجائزة وشهادة تقدير لجهودهم.
وتهدف الجائزة التي أسسها رجل الأعمال صبيح المصري إلى تشجيع الأفراد على التميز والإبداع وتقديم نماذج من القدوة الحسنة والأمثلة الصالحة لتنمية ثقافة الأجيال القادمة، إضافة إلى تطوير دور المؤسسات الفلسطينية بهدف تحسين خدماتها وتفعيل مبادراتها وتطبيق مفاهيم إدارية حديثة.